الانتصار الزائف للذات د حكيمة جعدوني تكتب 🇩🇿

 

الانتصار الزائف للذات

الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة نينارايسكيلا



من رواية إبليس الرسول، نبي الظلام


ما الذي قاد الجِنّة والنّاس إلى اتباع الرسول إبليس؟!


إنما هو تفشي الحاجة بين الناس فتجعلهم في أمسّ البحث عن حلول سريعة، تخرجهم من دوامة الضغط الكبير الذي يولّده الخصص والإفتقار، بينما يعرض إبليس بضاعة تلبية تلك المصالح مجانًا والتي تحقّق الشعور بالأمان والضمان وتعِد بالإطمئنان على مستقبل ذو قواعد مزيّفة.


 اختيارُ الطريق السهل لقضاء مصلحة مستعجلة يُغني عن اتخاد إجراء معقول، يفرض حضور مسافة طويلة بين الوسيلة والنتيجة.


 يوفر إبليس ميزة العمل في الظلام التي تتيح التصرّف خفية، دون التعرّض للإفتضاح أو الظهور بحقيقة محرجة وهذا ما يناسب طبيعة كافة الأعمال المحرّمة التي تقام في  سريّة تامة.


 حرية المستفيد المطلقة في حصوله على ما يريد وما يشتهي حسب هواه، متى أراد ووقتما أراد، ترجع من أجواء مسرح الأحداث حافلة بالهمجية و الأنانية. 


 الأكثرية تقف في طابور التصديق بالمصدر الملموس والابتعاد عن المحسوس والتعبير عن الإمتنان لعروضه المادية ومن ثمّ إعتناق الإدمان بخدماته الملفتة. 


و إذًا لماذا لم يختاروا سبيل الأنبياء،


• لأن طريق الأنبياء تُعبِّدها القوانين والمبادئ التي يبدو تطبيقها من المنظور السطحي تحتاج إلى الصبر ثم الصبر وحده ويعدّ ذلك بالنسبة إليهم مسلكا طويلا ثم صعب جدًا.


• طريق الأنبياء مصلحة متأخرة وآخرتها مجهولة وغير مضمونة في حالة ضياع الصبر وخسارة الزهد في الدنيا.


• الشعور المفرط بالنفور من الخوف العقابي عند عصيان التعاليم الإلهية والميول التلقائي إلى فعل الخطيئة، التي تعطي النشوة بالانتصار إلى الذات القويمة السليمة؛ فالنفس تأنس إلى إحياء نار العبودية والهروب من برد وسلام القيادة بروح المحبّة العلوية .


•  الكفر بنعم الإله وانسابها لقوة الاستغلال الشيطانية، التي تحاول تقليده في أرضه حيث يواجه الأنصار ترهيبًا عميقًا يذيع الخوف والاسكات، بعد كل عملية استدراج ناجحة أو تهديدا وإضعاف.

إرسال تعليق

1 تعليقات