حزين لانحدار الخط البياني للأخلاق
الكاتب محمد عبد المجيد خضر 🇪🇬
سيداتي آنساتي سادتي المحترمين، انا العبد الفقير الى الله يسيطر عليه شعور بالإحباط والاشمئزاز، لدرجةٍ خطيرة فرضت عليه التقوقع بداخلي وانعزلت بجد، فقد وجدت كل شئ حولنا بحركة حياتنا اليومية ينزلق لادنى المستويات، من انحلال خلقي وفقدان الضمائر، والارتشاء ( من الرشوة ) اصبح مفتاح لكل صعب ووسيلة في بعض الاحيان لنهب حقوق الضعفاء والفقراء لصالح الاغنياء، أو الحصول مستندات تحتاج لدعم علمي بشهادات علمية او خبرة معينة، ولكن مبدأ ابجني تجدني، مبدأ اذا اردت ان تنجز فابرز الوينجز والبلطجي يستطيع العيش براحة والمواطن الشريف يشقى.
البائعين الجوالين وفي الأسواق لم أجد فيهم أحدًا نزيه أو صادق، إنهم يتعاملون مع المشترين وكأنهم أصحاب فضل على الزبون، وينهر الزبائن اذا تجرأ المشتري على إختيار مايريد ان ينتقي القطع الصالحة بكل وقاحة الدنيا، ثم انه يعرض قطع فاخرة بمستوى عالي ونظيف أمام كومة على العربة، لكن بالداخل من ناحية وقوفه قطع مزرية،
ويا ويلك لو امتدت يدك على القطع السليمة الجميلة تختار منها وكأنها ليست من حقك وتعدي، وأما الأسعار فحدث ولا حرج، تجد نفس السلعة من خضراوات وفواكه ونفس المواصفات عند بائع بسعر وعلى بعد أمتار بسعر مغاير، وممنوع عليك مناقشته فسوف يعطيك درس في الاقتصاد والأخلاق وربما ينهرك ويوبخك بسبب جرأتك ومناقشة رغبته في البيع دون غلبة ووجع راس!!؟، وايضا معظم أصحاب المحلات يغشون في كل شئ، انها معاناة فلقد انقلب الهرم واصبح رأسه في الأرض وقاعدته في الأعلى، هذا فيض من غيض، فهل من رقابة وحماية للمستهلك بالطبع لا، فمن يحمي المواطن للحصول على حقه البسيط في الحصول على احتياجاته الضرورية بإحترام وتقدير ، ومراقبة الأسعار بما يرضي الله.
دعونا نلقي نظرة محيرة ومستغربة على من يفترض ان يكونوا ملائكة للرحمة، الأطباء في العيادات الخاصة واطقم الاستشفاء في المستشفيات انهم ينهشون لحم المراجع المريض وأهله، فهناك جشع فاق الحدود بلا وازع من ضمير ولا رحمة، ويعاني المرضى من أقسام الاستقبال التي يسعى فيها الأطباء باستماتة لتحويل المريض للعناية المركزة، بلا اي داعي؟؟! وحتى اذا كان الامر لا يستدعي يطلب الطبيب من اهل المريض، انه يفضل ان يم إدخال المريض لغرفة ليكون تحت الملاحظة لأربعة وعشرين ساعة أو ثمانية واربعون ساعة، ناهيك عن كمية الاشاعات والتحاليل الغير مطلوبة أصلا، للابتزاز المادي ليس أكثر من ذلك، واعتقد انه مجبر لعمل ذلك والا اعتبره أصحاب المستشفى مقصر في عمله وغير منتج!!؟،
دي حقيقية على فكرة انه توحش غير مقبول، فقد أصبح العلاج في الحالات الحرجة لمن لديه فائضًا كبيرا من دخله، والفقراء يجب أن يموتوا فاين وزير الصحة ومسئولياته تجاه المواطن البسيط!!.
في المعاملات عموما بين الناس اصبح الغش والفهلوة مدعاة للفخر، غير عابئين بالأمانة والتعامل بما يرضي الله، وهنا مثال علمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما مر بالسوق ومد يده في كومة من التمر فوجد بالداخل تمرا مبلولا ، فقال للبائع من غشنا فليس منا وصدق رسول الله، وصلنا في المعاملات والعقود لمستوى متدني جدًا من عدم الصدق والأمانة فلماذا؟، هل نسينا الموت الذي يأتي بغته؟!! والحساب المهين.
فيما يخص العدالة لو اضطررت للجوء الى محامي كي يساعد في المحاكم للحصول على حقوق لك لدى الغير، فهذه أصبحت مخاطرة عظيمة حيث اصبحنا نسمع عن محامين يبيعون الموكلين للخصم، ومنهم من يطيل أمد القضايا عمدا للحصول على أتعاب مضاعفة ومشاكل اخرى كثيرة فالى من نلجأ واين نقابة المحامين!!؟.
لدينا أيضا هذا القدر من الاحباطات التي تؤثر في النفس جدًا، انك سيدي القارئ الموقر لو لم تكن تمتلك سيارة خاصة تتنقل بها، فانك سوف تقابل وتتعرض لسلبيات ما يفوق الاحتمال، على التعامل اليومي مع فئة صعبة مستغلة ترهق أعصابك وأحاسيسك، انهم السائقين من التوك توك والتاكسي وحتى الميكروباص وبلاويه التي لا تحصى ولا تعد، ولا مجال لسرد قصص هذا الابتلاء لأنه بالضرورة تقابل وتعلم هذه النكبة يوميًا.
وأخيرًا التعامل العادي مع الاصدقاء والأهل وزملاء العمل وحتى الجيران، أصبح هناك برود وعدم اكتراث ولا مراعاة متبادلة كما كان في الزمن القديم، والعلاقات الاجتماعية تم اختصارها في رسائل الموبايل بلا روح ولا احساس ولا دفئ،
التكنولوجيا طغت وقتلت فينا كل الأحاسيس والمحبة والصدق وجبر الخواطر.
والسؤال هل هذا عالم يمكننا العيش فيه بصحة نفسية عادية؟ ام هل من أمل في تصحيح الخلل.
0 تعليقات