اليقين بقدرة الله على الشفاء
العقيد محمود سويدان 🇪🇬
في قول الله تعالى : _وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ _
الشعراء: 80
هذه الآية هي جزء من خطاب سيدنا إبراهيم عليه السلام لقومه، وهو يعرض عليهم الأدلة على وحدانية الله واستحقاقه وحده للعبادة. بعد أن ذكر أن الله هو الذي يطعمه ويسقيه، أتبعها بذكر قدرة الله على الشفاء، وهي من أبلغ الدلالات على عجز غيره.
تفسير الآية:
_وَإِذَا مَرِضْتُ :
-وإذا : حرف يدل على الشرط، ويعني "في حال ما" أو "حينما".
-"مرضتُ": تعبير عن حال الإنسان الطبيعية التي يتعرض لها. المرض هو ضعف وعجز يصيب الجسد، وربما النفس، وهو خارج عن إرادة الإنسان وقدرته على دفعه عن نفسه. هذا الجزء من الآية يقر بالضعف البشري والتعرض للأذى والابتلاء. سيدنا إبراهيم، وهو نبي ورسول، يقر بأنه كغيره من البشر يصيبه المرض، وهذا يعلمنا التواضع والاعتراف بحاجتنا المستمرة إلى الله.
_فَهُوَ يَشْفِينِ :
"فـ": حرف عطف يفيد التعقيب والسببية، أي: إذا وقع المرض، فإن الشفاء يأتي من بعده مباشرة من الفاعل المذكور.
"هو": هذا الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى، وهو تأكيد قاطع على أن الشافي الحقيقي هو الله وحده لا شريك له. هذا الحصر في كلمة "هو" ينفي أن يكون لأي مخلوق أو أي قوة أخرى القدرة الذاتية على الشفاء.
"يَشْفِينِ": أي يعيد إليّ الصحة والعافية، ويزيل عني الألم والسقم. الشفاء هنا ليس مقصورًا على الأمراض الجسدية فحسب، بل يشمل الشفاء من الأمراض الروحية والنفسية، ومن الهموم والأحزان.
المغزى والدروس المستفادة من الآية:
التوحيد الخالص: هذه الآية جوهرية في إثبات التوحيد، حيث تؤكد أن الله وحده هو المتصرف في الكون، وهو الذي يملك الضر والنفع. لا أحد يملك القدرة على الشفاء إلا الله.
التوكل على الله: تعلم الآية المؤمن أن يتوكل على الله وحده في حال المرض، وأن يلجأ إليه بالدعاء والتضرع لطلب الشفاء.
الأخذ بالأسباب مع الاعتقاد بقدرة الله: لا يتعارض الإيمان بأن الله هو الشافي مع الأخذ بالأسباب والذهاب للطبيب وتناول الدواء. فالدواء والطبيب هما مجرد أسباب سخّرها الله تعالى، والشفاء الحقيقي لا يتم إلا بإذنه وقدرته. المؤمن يأخذ بالأسباب إرضاءً لله واتباعًا لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه يعتقد جازمًا أن الشفاء من عند الله.
الاعتراف بالضعف البشري: تذكرنا الآية بأننا بشر ضعفاء، معرضون للمرض والابتلاء، وأن حاجتنا إلى الله دائمة ومستمرة في كل أحوالنا.
مصدر الاطمئنان والأمل: هذه الآية تبعث الطمأنينة في قلوب المرضى، وتغرس فيهم الأمل في رحمة الله وقدرته على شفائهم، مهما اشتد المرض أو عظم البلاء.
باختصار، الآية الكريمة: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ _هي إعلان صريح من نبي الله إبراهيم عليه السلام بأن الله وحده هو الشافي، وهي دعوة إلى التوكل عليه واللجوء إليه في كل شدة ومرض.
أدعو الله أن يشفينا من كل داء ،
اللهم امنحنا ستراً يحجب ما اقترفناه ، وعلماً يزيل ما جهلناه ، ورزقاً يفوق ما تمنيناه . ....
اللهم إني أسألك أن تحفظ علينا النعم وتدفع عنا النقم وأن ترزقنا حلوالحياة وخير العطاء وسعة الرزق وراحة البال ولباس العافية وحسن الخاتمة والفردوس الأعلى من الجنة ولوالدينا وأهلنا ومن نحب .
اللهم صلِ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والله أعلى وأعلم
0 تعليقات