لأمي ماجدة... سبعون نبضًا من أماني

 

لأمي ماجدة... سبعون نبضًا من أماني




بقلم أماني الصاوي 


ما أصعب أن نحب بصمت، أن يفيض القلب ولا يجد اللغة، أن تمرّ السنوات ونحن نحمل في أعماقنا كلمة "أحبك" كأنها سرٌ ثقيل نخجل من البوح به.

كبرت وأنا أظن أن الحب يُفهم دون أن يُقال، أن العطاء يكفي، وأن الأم تعرف... لكنها أحيانًا تحتاج أن تسمع، أن ترى الحب ملفوفًا بوردة، أو منثورًا على ورقة كتبتها يد مرتجفة.

في عيدك السبعين، اعرف انك لا تهتمي  بعدد السنين، بل بلمسة دفءٍ في عيوني، بكلمة انتظرتيها العمر كله، بتفاصيل صغيرة نسجت لحظة لا تُنسى.

كم من أم تشتهي وردة واحدة فقط... لا سبعين.

كم من قلب أمٍ تعب، لكنه لا يطلب شيئًا سوى أن يُرى، أن يُحَب، أن يُقال له: "أنتِ البداية... وأنتِ الأمان "


سبعونَ وردةً لا تكفيكِ يا ماجدةْ

ولا القصائدُ إن نطقتْ… تُرضي مشاعرك الواعدةْ

يا زهرةً كبرتْ معي

يا حضنَ طفلٍ… لم يُفارق مهدهُ خوفًا، ولا مرةً تمردَ أو جحدَ


أنا أماني، تلك التي

كبرتُ في ظلّكِ، أنمو مثل ظلّ النورِ

أتعثر في دربي، وأجدكِ دومًا قبلي، تصوّبين عبوري


ما كنتُ أعرف أن “أحبكِ”

كلمةٌ تحتاجُ جرأةً،

أنها أثقل من أن تخرج من فمٍ تعوّد الصمتَ

وأخفُّ من نسمةٍ تمسح تعبَكِ حين تغفينَ بلا شكوى


أمي…

في عيدكِ السبعين،

لم أعد أُهديكِ عطرًا، أو وشاحًا

بل أُهديكِ قلبي، ناعمًا كما ولد،

وكل ما لم أقله… في عمرٍ مرّ، صامتًا، وانفرد


سبعون وردة…

كل واحدةٍ منها، همسةٌ كنتِ تقولينها حينَ يرتجف عالمي

وردةٌ لطفلكِ حينَ خافَ، حينَ مرضَ،

حينَ كبرَ، وظنّ أنه يعرف الحب، ولم يعرف أنكِ أنتِ الحُب


فهل تقبلين اعترافي الأخير؟

أنكِ الأمانُ حين ضاعت مني الطرق

وأنكِ البدايةُ… مهما بعدت المسافات، وتعبَ الشوق


فيا ماجدة…

لكِ مني سبعون نبضًا،

وسجدةُ شكرٍ،

و"أحبكِ" واحدة…

لكنها تسكن العمر كلّه

Guardian Arabia 





إرسال تعليق

0 تعليقات