عاشقةٌ بلا شاطئ
عاشقةٌ بلا شاطئ
في العاشرةِ أحببتُه
طولُ قامتِهِ
وحسنُ هِندامِه
شعرُهُ الأبيَض
أشتاقُ لرِقَّتِهِ
لدِقَّتِهِ…
أكبرُ…
وتأسِرُني كلماتُه
وكأنَّها خيْطٌ
من طيْفِ الشمسِ والقمرِ
صرتُ أنسِجُهُ
بيْتًا ليحميني
ورائحةُ العطرِ
والريْحانِ والوردِ
تملأُ حدائقَنا
ويزدادُ شَعرُهُ الأبيْضُ
يُزَيِّنُ قصورَ العشقِ
والشَوْقِ
نعم صرتُ أعشقَهُ
خلجاتُ نفسي يملؤها
ونبضاتُ قلبي إليْهِ تشتاقُ
واليوْمُ يقتلني
يناديني
أيَا بُنَيَّتُنا
أيا عصفورةَ الكَوْنِ
وورداتُه
يُلاطِفُني
وقلبي يستشعرُ القلقَ
أغارُ عليْهِ من نفسِه
صَمَتَ…
ثم أخبرَني بحبٍ تَمَلَّكَهُ
وامرأةً تسكنُ قلبَه
خفتُ أسألَهُ فأفقِدُهُ
يسألُني أنْ معها نلتقيان
نتعارف
يقولُ في حُبِّها شِعرًا
يقتلُني بكلماتِه
وأنصرفُ
أشكو لوسادَتي حُبًا
وَأَدُوْهُ يوْمَ مَوْلِدِهِ
بغيْرِ ذنبٍ
أنا وقلبي جَنيْناهُ
ودَمْعًا ترويهِ عويناتي
وقد ذَبُلَت…
وصارَ المرضُ يُؤنسُني
أرحمُ من الغدرِ
من الجحودِ والنُكرانِ
والقتلِ
فما عادَ يسألُني
ولا بالعصفورِ ناداني
ولا حتى يُلاطِفُني
وعلِمتُ أنَّهُ غادَرَ
ولم يُخبِرْني
أو حتى يهاتفُني
لدولةٍ أخرى
يُكْمِلُ رحلةَ الحبِّ
لامرأةٍ …
بالكلماتِ تأسِرُهُ
وكنتُ أحببتُه
بغيْر كلماتٍ
واهمةً…
أنَّ الحبَّ و العِشقَ
تفصِحُ عَنهُ نظراتٌ
وهمساتٌ
وعشتُ لأعوامٍ
تأتيني عَنهُ أخبارٌ
وما تذَكَّرَنا
ولمْ يَسألْ…
حتى عن حبٍ
بالغدرِ شَيَّعَهُ…
لمثواهِ…
ودعوْتُ ربي يُسْعِدُهُ
ويُبْعِدُ عني شيْطاني
وبقِيتُ على ذكراهِ
والأملِ…
ليومٍ…
بعدَ المَوْتِ يلقاني …
0 تعليقات