فاسمعي د.حكيمة جعدوني نينارايسكيلا 🇩🇿

 

فاسمعي

بقلم الكاتبة والأديبة الجزائرية 

د.حكيمة جعدوني نينارايسكيلا  🇩🇿

ظلي معي وامسكي يدي .. 

حربنا عجّت بقتلانا

ضرني ألامس معذّبتي .. 

ضرني نكب العشق الذي كانا

لو أنك تضحكين لي 

لو أنك تجلسين معي الآنَ

لذهبت بحزنك حبيبتي

وأقمت أفراحا 

وألبستك التيجانا

ظلي معي وامسكي يدي

واطردي ماضٍ عجَّ أحزانا

حسبي من بهاء طلعتك

أن أوقد للشموس النيرانا

وأدشّن حدائق باسمك

وأرخّص للفيروز الطيرانا

سأدخلك مدينتي

التي تنتظر ممشانا

وأنشئ جداول من زنجبيل

ومعابد وأنهاراً 

وأسنّ صلاةً تحيينا

وأضع الأقمار لك قربانا

ونسمع لصدى الليل حديثه

تلك الليال لو لها لسانٌ

حدّثت عن حبنا .. عن ذكرانا

عن ذنوب الهوى 

وفوح الورد الذي بانا

تلك الليال من تشتاق إليك

شوقٌ أنهك لنا اللسانَ

وألبستني بهجرك 

ثوب الموت أحيانا

ظلي معي و امسكي يدي

يومٌ لنا نركض فيه بحرية

بمروج القمح و مرجانا

نهيم بقصيدة قمريّةٍ

تعانقك ... و نعيد ما كانا

وأعدم ابيات شعري

وأكسر لسجننا الجدرانا

أم ظلّ عنك طيفي

وغار الحبّ و هانا

ندى البلّ منك الذي

أحيا الوتين ازمانا

فطوق الهجر معتمرٌ

و الحزن أدمى عينانا

أحبيني واحتسبي موتي

خطأً .. قنطرةً لآخر مثوانا

واجعلي خمرك ..

يمهل لحبّي زمناً

ويغرس بعمقي الإيمانا

ظلي معي وامسكي يدي

لكم نادتك تلك اليد

حين الموت نادانا

عودي وارقصي غبطةً

وانقري لوح الشعر بدفتري

وافرجي عن حبنا

وأسرانا ..

ديننا الذي عصينا به

القرى والمدن

لنغيّر للقدر الميزانا

حبنا الذي باسمه

أنشأ خلقنا .. كوننا

و صيّرنا انسانا

دعيني أحول صدر الشك

لحقيقة تسهرك

تمرح بالأجفانا

تنشي أجسادنا

تزهو بوردٍ وأقحوانا

دعيني أبحث عنك،

في غرف الليل

في نجوم الصبح

وأصوات الأمواجا

أحبيني .. ظلي معي

يا عيني .. فالدهر أبكانا

ذاك الدمع الذي 

أباح سفوح خدنا

وكسّر بيتنا .. 

سرق هدايانا 

أحبك فاسمعي..

بعدك لا موت

و لا حياةٌ ..

دون ردّ عشقنا الذي كانا ...